عبد اللطيف بركة لهبة بريس
هو واقع مرير، تحكيه أفواه قاصرات ونسوة حملهن الزمن الصعب على امتهان أقدم حرفة عرفتها البشرية. في أقدم “بورديل” بالمغرب المتواجد للدعارة في إحدى أكثر مناطق المغرب هامشية.مدينة تينغير، تبعد بحوالي 200 كليومتر عن مدينة ورزازات عبر الطريق الرئيسية رقم 10 المؤدية إلى الراشيدية. في أزقة مزدوجة، ومنازل عشوائية مبنية بالطين المبلل تخللها نوافذ صغيرة، من الأعلى والأسفل. حوالي 500 عاملة الجنس من مختلف مناطق المغرب،يبعن أجسادهن مقابل 20 درهما تتقاسمها المومسات مع "الباطرونة ، الغريب في القضية هو أن هذه المدينة الصغيرة يحكمها الإسلاميون.ولو كان عكس ذالك "لقامت القيامة "ربما أن هؤلاء قد تعايشوا مع الوضع ويكونون قد إكتفوا" من رأى منكم منكرا ....فبقلبه وذالك أضعف الإيمان".
بورديل "تنغير"وشمة عار في جبين الحكومة ،من جهة فهو يسيء إلى ساكنة المدينة ويجعل أبناءها مهددين بانحلال أخلاقي وبأمراض قد تصيب القاصرين خصوصا فقدان المناعة المكتسبة في مجتمع -محافظ-،ومن جهة ثانية هو أننا اليوم تحت حكومة يترأسها حزب دو مرجعية إسلامية .
ناس "تنغير"مايقدروش إتكلموا على البورديل، لكون "الباطرونة" أيديها طوال وقادر تلحق الضرر بكل واحد تجرأ باش احتج على البورديل لأن هذه الأخيرة توظف جيشا من المنحرفين أغلبهم دوي السوابق العدلية، حماية الباطرونة للمومسات ليس بالمجان بل تتقاسم معهن دخلهن اليومي ،بعض المومس كشفن أن الباطرونة تنزع منهن بطائقهن الوطنية من أجل ضمان أنهن لن يغادرنا ، ويضفن المومسات أن كل من ترغب في الدهاب للإستحمام أو التبضع لابد لهن من إستشارة الباطرونة التي بدورها توظف أعين "شمكارة" لمراقبة تحركات مومساتها .
« بورديل تنغير » ينشط بشكل كبير خلال فترات الأعياد وعطلة الصيف حينما يكون أبناء الجالية المقيمون بالخارج قد عادوا أدراجهم إلى المدينة، ليروحوا عن أنفسهم بعد عام كامل من الحرمان.
الخطير في الأمر بحسب مايردده أهالي"تنغير"وحتى زبناء هذا البورديل أنه في كل فترة زمنية تحل بهذا البورديل "شاحنات محملة بالجيش"الغاية طبعا هو أن عناصر الجيش هذا تروح عن نفسها وتزيل مكبوتاتها بعد أشهر من مرابضتها بثكنات عسكرية ،الشباب زبناء البورديل يمنع عنه كليا الاقتراب في ذالك اليوم لهذا البورديل.هذا جزء من واقع مر في مغربنا الحبيب.
Articles
